لا يجب استبدال احتلال ثقافي لغوي باحتلال آخر :
من الواضح بأن هناك رفض واسع في الجزائر للغة الفرنسية كثقافة ، وخاصة الثقافة اللغوية ، وهذا تنور جيد ، ولكن يجب التفريق بين تعلم لغة أو جعلها ثقافة ، تعلم أي لغة أيا كانت هو إيجابي وإيجابي جدا ، لكن جعلها ثقافة يومية لك ، واستعمالها في حياتك اليومية ، فهذا استعمار ثقافي ، تماما كما هو موجود في الجزائر ، وبعض المستعمرات الفرنسية السابقة ، لكن بدأنا نرى نبرة لا تقل جهلا عن النبرة الأولى ، حيث بدأنا نرى الكثيرون يقولون يجب أن تكون اللغة الإنجليزية بدل الفرنسية ، أي استبدال استعمار ثقافي بآخر ، أولا يجب معرفة بأني مع استبدال الفرنسية بالانجليزية في المنهج الدراسي ، ولا شك في ذلك ، فاللغة الفرنسية لغة ميتة ، ولا تستعمل كثيرا في العالم ، لكن لا يجب جعلها ثقافة بديلة للفرنسية وكأننا بلا هوية ولا لغة ولا ثقافة ، إذ يجب أن تكون اللغة العربية هي الأساس ، ليس من باب العرق أبدا ، فأغلب ناطقي العربية ليسوا عرب ، حيث كان يسمى العربي من نطق العربية ، وليس عرقا في ذاته ، إذ أن أصول العرب ليست لجد واحد كما يعتقد الكثيرون من الجاهلين بالتاريخ ، إذا فأنا مع اللغة العربية لأنها لغة شاملة وتمثل أمتنا ، إذ أن هذه الأمم لم ترفع لغاتها لأنها أكثر فصاحة أو تعبيرا ، بل لأنها لغة الأقوى فقط ، بينما لو تكلمنا بالاحصائيات ، فاللغة العربية هي الأولى عالميا من حيث الفصاحة والتعبير والكلمات ، بحيث تحتوي اللغة العربية على أكثر من 12 مليون كلمة ، بينما تحتوي اللغة الانجليزية على 600 ألف كلمة ، واللغة الفرنسية على 150 ألف كلمة فقط ، فشاهد الفرق ، لهذا يجب تعميم اللغة العربية ، ولا بأس بتعلم اللغات الأخرى كالإنجليزية ، ومن شاء أن يزيد فوق ذلك فهو خير أيضا ... اللغة العربية هي لكل من نطق بها ، وليست لعرقية محددة ، وهي لا تلغي الثقافات المحلية ، بل بالعكس هي إثراء ، فالأمم القوية هي المتنوعة ثقافيا .... وهذه بعض أقوال كبار غربيين عنها :
قال لويس ماسينو :” أدخلت اللغة العربية في الغرب طريقة التعبير العلمي ، و العربية من أنقى اللغات و اتسمت بالإيجاز الذي لا شبيه له في سائر اللغات ، و الذي يعد معجزة لغوية كما قال البيروني ” .
وقال كارل نيلنو : ” اللغة العربية تفوق سائر لغات العالم رونقا و غنى و يعجز اللسان عن وصف محاسنها ” .
عزالدين قداري الإدريسي - عالم جزائري .
