إذا كنت تعتقد فعلا بأن الأرض مسطحة ؛ فلا تنسب فكرتك للدين ، سواءا كنت مسلما أو مسيحيا أو غير ذلك ، لأنك بذلك ستضع الدين ضد العلم ، وبما أن العلم ثابت وملموس فإنك ستشكك في دينك فقط بذلك الكلام ، وإن استطعت اقناع غبي هنا أو هناك فلن تقنع مثقف ورجل علم ، ولعلمكم فكرة الأرض المسطحة ليست فكرة إسلامية بالمطلق ، إذ كل علماء الفلك المسلمون القدماء كانوا يعتقدون بكروية الأرض ، من أمثال ابن الشاطر والإدريسي وابن الهيثم وغيرهم ، بل أصل هذه الفكرة يعود للعصور المظلمة الأوروبية ، عندما كانت الكنيسة متشددة لفكرة مركزية الأرض للكون ، حيث كانت تقتل كل من يخالف فكرها ، وزرعت محاكم التفتيش الرعب في العلماء للسكوت عن الحقيقة ، ونتيجة تلك الفتاوي استمرت نظرية الأرض المسطحة إلى اليوم عند المتشددين ، ثم نقلت مؤخرا فقط في عصر السوشل ميديا عند بعض المسلمين ، محاولين تأويل آيات قرآنية على هواهم ، وجهلا بالتعبير وفصاحة اللغة ، ولجهلهم بأن شدة فقط قد تغير المعنى جذريا في اللغة العربية ، عندما أجد أن أول من رسم مجسم الأرض الكروية كان عربيا مسلما ، وفي القرون الإسلامية الأولى ، وبأدوات بسيطة ، والعلماء المسلمون رادوا العالم بالعلم ، لدرجة أن أغلب العلوم الحديثة تعود لهم ، ثم أجد مسلمين الآن يؤمنون بهذه الترهات ؛ بل وبفتاوي من جهال زاعمين العلم ، أدرك يقينا بأننا الأمة الوحيدة التي تتقدم نحو الوراء ونحو التخلف .
عزالدين قداري الإدريسي - عالم فلك وفضاء .